بترايوس::قمنا بتأسيس فرق "التضاريس البشرية" لفهم المكونات العراقية
كاتب الموضوع
رسالة
محمد العراقي مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 556 النقاط : 1667 تاريخ التسجيل : 25/07/2013 العمر : 30 الموقع : منتديات وردات الجنوب
موضوع: بترايوس::قمنا بتأسيس فرق "التضاريس البشرية" لفهم المكونات العراقية الأربعاء نوفمبر 06, 2013 9:41 pm
قاد الكولونيل مارك مارتينز مجهود الدعم القضائي في الجانب العسكري، وبقي في العراق لعامين كاملين – كما فعل في ما بعد في أفغانستان – للإشراف على المجهود القضائي مع توليه منصبا استشاريا كقانوني أول.وكان نطاق هذا المجهود المدني العسكري كبيرا، يشمل بناء المرافق القضائية، وتدريب عناصر الأمن القضائية، ودعم إعادة بناء المنظومة والهياكل القضائية. كما لعب شركاء آخرون من وزارة الخارجية الأميركية ووزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالية وغيرها من الوكالات الحكومية، أدوارا رئيسية في هذا المجهود الكبير . المبادرة المهمة الأخرى التي دعمت مجمل الحملة كانت مجهود تحسين معلوماتنا عن مختلف العناصر المتطرفة و ما كان يجري في العراق بشكل واسع. هنا أيضا، عملنا بموجب برامج مدنية عسكرية لبناء قدراتنا (بما فيها خلايا انصهار (دمج) بدأت بأمرة الجنرال كيسي في كل مقر فرقة لدمج كافة عناصر المجتمع الاستخباراتي)؛ ولتوسيع المعلومات والمراقبة ومعدات الاستطلاع المتوفرة (كل شيء من الطائرات المسيرة إلى الكاميرات على الأبراج)؛ ولبناء قاعدة معلومات ضخمة يمكن ان يستخدمها محللونا لتحديد العلاقات المتبادلة والروابط بين الأفراد والمنظمات؛ ولتحسين مشاركة المعلومات مع التحالف والشركاء العراقيين. كما قمنا بتأسيس فرق التضاريس البشرية في كل مقر لواء لمساعدة قادتنا في فهم مكونات ومكامن قوة وعادات و وجهات نظر الشعب العراقي في مناطق مسؤولياتهم. وكذلك أوصلنا خدمات الأنترنت الداخلي الآمن الى مستويات غير مسبوقة (إلى مستوى مقرات السرايا ) ضمن منظماتنا. تعتمد عمليات محاربة التمرد على الفهم الدقيق للوضع السياسي والتاريخي والثقافي والاقتصادي والعسكري في كل منطقة، وفي وقت مبكر من الحرب بدأت مبادراتنا المبنية على هذا الأساس تزيد من فهم ديناميكية كل محافظة ومقاطعة ومجتمع. كان فهم التضاريس البشرية بشكل صحيح حيويا و ضروريا لتعزيز قدرتنا على تحسين الوضع الأمني.
العنصر السياسي العراقي والاتصالات الستراتيجية كان جوهر الصراع في العراق هو التنافس على السلطة والموارد بين الفصائل الكبيرة في البلاد – العرب الشيعة والعرب السنّة والكرد .(كما كانت هناك أيضا فصائل فرعية لكل مجموعة، إضافة إلى طوائف أقلية أخرى وأعراق ،مثل التركمان والإيزيديين والمسيحيين وغيرهم) . لذا فان إنجاز التقدم المستديم في العراق كان يتطلب إنجاز اتفاقيات سياسية بشأن مجموعة من القضايا الرئيسية التي قسمت مختلف الفصائل. وبالتالي، كان السعي إلى رعاية اتفاقية حول مثل هذه القضايا يشكل عنصرا مهما آخر من النهج الكلي، وقد تطور إلى عنصر كرسنا له أنا والسفير كروكر تركيزا وجهدا كبيرين. وخلال إدامة الزخم، كانت هناك قوانين مهمة تم تمريرها ومبادرات تم الاتفاق عليها – مثلا، قانون صلاحيات المحافظات قانون الانتخابات، تعديل اجتثاث البعث، قانون العفو، وهكذا، إلا أن المزيد من التقدم كان (ومازال) مطلوبا في هذا المجال تحديدا. ومع هذا، فإن إدامة الزخم جعلت من السياسة مرة أخرى الآلية الفاعلة التي يتقاسم العراقيون من خلالها السلطة والموارد – حتى وهم يكافحون لخلق الدافع السياسي والعثور على أرضية مشتركة لاغتنام الفرصة المتاحة لهم. وكانت الاتصالات الستراتيجية، أو الشؤون العامة، عنصرا مهما آخر للحملة. كان توجيهي هنا واضحا: علينا أن نسعى لنكون "أولا إلى جانب الحقيقة"، ان نكون صريحين قدر الإمكان، ان نوفر المعلومات عن كافة التطورات وليس فقط عن "الأخبار الجيدة"، وأن نتجنب محاولة جعل الأخبار السيئة تبدو جيدة من خلال اللف والدوران. كان ذلك يعني أيضا تسليط الضوء على أعمال العنف التي تمارسها القاعدة والمسلحون السنّة إضافة إلى المتطرفين الشيعة. فمثلا، اتهام السيد مقتدى الصدر باغتيال ضباط الشرطة والموظفين من الشيعة وأعمال العنف التي مارسها أتباعه في مدينة كربلاء المقدسة خلال صيف 2007، التي ساهمت في قراره بالتوقف لغاية آذار اللاحق (بطبيعة الحال، ساهم الضغط المتزايد من التحالف والقوات العراقية ومواجهة رئيس الوزراء المالكي لأفراد الميليشيات في كربلاء، في قرار السيد الصدر). لقد ترسخ في نظر العراقيين ان عناصر إيرانية كانت تدعم أفراد الميليشيات الشيعية الأكثر عنفا، وهذا ساعد أيضا في تحويل بعض العراقيين ضد تدخل طهران في بلادهم. إن تعزيز مفاهيم النزاهة في الحكومة، والاعتزاز بالقوات الأمنية العراقية، إضافة إلى استيعاب ما كانت تحققه قوات التحالف والجهود العراقية – رغم الإقرار بالنقص والأخطاء – كانت كلها جزءا من حملة الاتصالات الستراتيجية الشاملة. مثل غيرها من الجهود التي قمنا بها، فقد كانت هذه الحملة بالتنسيق مع الجهود العراقية. وبطبيعة الحال كانت هناك عدة عناصر أخرى للحملة الإجمالية: التواصل مع القيادات الدينية والأكاديمية، برامج فرص العمل، دعم إدارة الحكم على كل المستويات، مبادرات لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى العراق، العمل مع البلدان في المنطقة من أجل الانخراط مجددا مع بغداد ومنع شبابهم من السفر للعراق والانضمام إلى العناصر المتطرفة، مبادرات لتحسين الوضع الأمني على الحدود وإعادة تأسيس مرافق الكمارك والهجرة، برامج للحد من تمويل الإرهاب والتمرد. إلا أن العناصر التي حددتها كانت هي العناصر الرئيسية لخطة الحملة المدنية العسكرية التي وجّهت عملياتنا ونشاطاتنا. وكانت لكل منها أهمية مركزية في تحقيق التقدم خلال مجرى إدامة الزخم، كما ان الإنجازات في كل عنصر عززت وسمحت بالمزيد من الخطوات تجاه التقدم في المجالات الأخرى – كان تأثيرها كبيرا في نهاية إدامة الزخم في تموز 2008 . في الواقع ان بعض الجوانب المختلفة لستراتيجيتنا مازالت مستمرة بالإسهام في الوضع العراقي اليوم حتى بعد مغادرة القوات القتالية الأميركية البلاد، رغم التراجع الكبير في الوضع السياسي والأمني . مرة أخرى، من المهم أن نذكر بأن إدامة الزخم كانت تشمل كل ما ذكرنا آنفا، حملة مدنية عسكرية شاملة، وليست مجرد عدد إضافي من القوات. وكانت القوات الإضافية حاسمة في تحقيق التقدم بالسرعة التي قمنا بها ، لكنها ما كانت لتكفي بدون العناصر الأخرى للحملة. حجم المصاعب كما أوضحت، كان كل ذلك صعبا بشكل غير اعتيادي، قمنا بتنفيذه في بيئة من العنف الشديد وعدم التوافق السياسي العراقي الصعب المسبب للإحباط. وعلاوة على ذلك – كما صرحت في مناسبات عدة – كنا نعرف ان الوضع في العراق سيزداد سوءا قبل ان يتحسن، وقد أثبت ذلك صحته. لم تكن هناك وسيلة لوقف العنف دون مواجهة المسؤولين عنه، ولم تكن هناك وسيلة يمكننا بها القيام بذلك دون ان نضع جنودنا والقوات العراقية على خطوط معركة طائفية في بغداد وغيرها، خاصة في المناطق التي تعاني أكثر من مسلحي القاعدة والميليشيات الطائفية. عندما فعلنا ذلك، كان من المتوقع ان يرد المسلحون وأفراد الميليشيات، لذا فقد ازداد العنف خلال الأشهر الخمسة الأولى من إدامة الزخم ووصل إلى ذروته في مايس و حزيران لأكثر من 200 هجوم في اليوم الواحد، قبل ان يخف ويتراجع بسرعة في تموز وآب وأيلول 2007 . إن انخفاض العنف، وخاصة تقليص السيارات المفخخة، إضافة إلى التحسن التدريجي في عدد من المجالات الأخرى لجهودنا، كلها مكّنتني ومكّنت السفير كروكر – من خلال الوضع الأمني المتحسن – من أن نبلغ عن التقدم الذي أحرزناه خلال جلسات الاستماع في الكونغرس في أيلول 2007 . ومع أن الجلسات كانت مشحونة عاطفيا حينها، فقد أكسبتنا وقتا ودعما إضافيين ربما ما كانت مهمتنا في العراق تنجح لولاهما. وبعد ان تمكنا من الإبلاغ عن المزيد من التقدم خلال إفادتنا الثانية في نيسان 2008، فقد بدأنا بتخفيف إدامة الزخم أيضا، وتمكنّا من كسب المزيد من الوقت والدعم لجهودنا في العراق. استمر التقدم لما بقي من إدامة الزخم وما بعده مع بعض أعمال العنف أحيانا ، إلا ان مجمل المسار كان إيجابيا رغم استمرار عدم القدرة على حل الكثير من القضايا السياسية الكبيرة التي قسّمت الشعب العراقي. ومع هذا، فان المجهود المدني العسكري الشامل الذي اتبعناه خلال إدامة الزخم جعل من الممكن بمرور الوقت نقل المهام من القوات الأميركية وغيرها من قوات التحالف إلى الجنود والشرطة العراقيين، وبالتالي، من أجل قيام الولايات المتحدة بسحب عناصرها القتالية الأخيرة نهاية 2011 دون انزلاق سريع إلى العنف والصراع المدني الذي حتّم إدامة الزخم في البداية. كل ذلك ما كان ممكنا لولا التضحيات غير الاعتيادية والخدمات التي قدّمها مقاتلونا في العراق وشركاؤهم من الدبلوماسيين ورجال الاستخبارات وعناصر التطوير خلال إدامة الزخم. ترجمة عن فورين بوليسي تنشرها "المدى" على حلقات
محمد العراقي ابن الكوفه
بترايوس::قمنا بتأسيس فرق "التضاريس البشرية" لفهم المكونات العراقية