كما تعلمون وبحسب الأحاديث الشريفة أن من مهمات الإمام المهدي(ع) هو الأخذ بثار جده الإمام الحسين(ع) فمن أين يأخذ الثار والقتلة قد ماتوا ؟
كما أن الإمام(ع) يأتي إلى كربلاء ويزور قبر جده ويسخرج عبد الله الرضيع من القبر فهل سيعيد الحياة إليه أم أنها مراسيم عرض لمظلومية أهل البيت عليهم السلام ؟
الشيخ الكوراني:
الثأر نوعان ثأرٌ شخصي يقوم به ولي دم المقتول ظلماً وثأرٌ ديني ربّاني وكلاهما من صلاحيات الإمام(ع) فهو ابن الإمام(ع) وهو أولى بأخذ الثأر من غيره . وأيضا الثأر الديني الأساسي وهو الحق العام لله عز وجل .
وقد جعل الله ثأر الإمام الحسين(ع) هدفاً للإمام المهدي(ع) لأنه تجمّعت فيه ظلامات الأنبياء والأئمة (ع) كما تجمعت في أعداء الحسين(ع) صفات الطغاة فقد ورث يزيد وأبوه الطغاة من قابيل وفرعون وهامان الى آخرهم .
قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالحَقّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فّي الْقَتْلِ إِنّهُ كَانَ مَنْصُورًا} ( الإسراء 33)
فقد جعل الله سبحانه حقا لولي الدم وسلطانا للأخذ بالثأر ولكن في قضية الإمام الحسين(ع) هناك إستثناء فقد قال الإمام الصادق(ع) في تفسير هذه الآية الكريمة: أنها نزلت في الحسين(ع) فلو قتل به أهل الأرض لما كان مسرفا، (الكافي ج 8 ص255بحار الأنوارج44 ص219.).
والذين يأخذ منهم الإمام (ع) الثأر كل من شرك في قتله فمن رضي بعمل قوم فقد شركهم فيه وفي هذا العصر نسمع بأن مفتي السعودية يقول إن يزيداً هو الخليفة الشرعي ، معنى هذا أنهم راضون بفعل يزيد عليه اللعنة ويقولون إن الإمام الحسين(ع) خرج على الخليفة الشرعي ، ومن يقول ذلك فهو شريك في دم الحسين(ع) وإنما يجمع الناس الرضا والسخط فعاقر ناقة ثمود رجلٌ واحد ولكهنم لما رضوا بفعل هذا الرجل فقد جعلهم الله عزوجل شركاء ، فعبَّر عنهم بعقروها والظالمين أيضاً مشمولون بالشراكة لأنهم يفعلون فعل القتلة والمجرمين فهم على نفس الخط المعادي لأهل البيت (ع) ومعنى أنه يقتل ذراري قتلة الحسين(ع) لأنهم رضوا بفعل آبائهم ,وأما المختار عليه الرحمة فقد أخذ بجزءٍ من الثأر. وأما الثأر الفعلي فهو يقوم به صاحب الزمان(ع) .وفي حديث ينقله الشيخ الصدوق رحمه الله في علل الشرايع: عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر " ع " يا بن رسول الله لم سمّي علي (ع) أمير المؤمنين وهو أسمٌ ما سُمي به أحد قبله ولا يحل لأحد بعده ؟ قال : لأنه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار من أحد غيره ، قال فقلت يا بن رسول الله فلم سُمي سيفه ذا الفقار ؟ فقال (ع) : لأنه ما ضرب به أحد من خلق الله إلا أفقره من هذه الدنيا من أهله وولده وأفقره في الآخرة من الجنة قال : فقلت يا بن رسول الله فلستم كلكم قايمين بالحق ؟ قال : بلى قلت فلم سمي القايم قائما ؟ قال (ع) : لما قتل جدي الحسين (ع) ضجَّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا : إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك ، فأوحى الله عز وجل إليهم قرّوا ملائكتي فوعزّتي وجلالي لأنتقمنَّ منهم ولو بعد حين ، ثم كشف الله عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين (ع) للملائكة فسرَّت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قايم يُصلىِّ فقال الله عز وجل بذلك قائم أنتقم منهم (علل الشرايع باب 129 ص 160)..
وأما كيفية دخول الإمام (ع) إلى كربلاء فقد ورد عندنا أن كربلاء سيكون لها شأن عظيم قبل الظهور ، ويكون لها صدىً عالمياً كبيراًوهو(ع) سوف يُظهر معجزاته في كربلاء ومن معجزاته أنه يستخرج الطفل المذبوح ذو الستة أشهرويريه للعالم فيهزُّ بها العالم ومن الممكن أنه سيكون النقل للعالم بالوسائل المتاحة حيث يراه كل العالم ، ولكنه يُرجعه إلى مكانه ولايوجد عندنا خبر أنه يحيه (ع)
لاتنسونا من صالح دعائكم
تحياتي
محمد العراقي ابن الكوفه