سامي قفطان: السينما تحتاج الى استقرار حتى تنمو

من القامات الكبيرة في المشهد الفني العراقي منذ خمسين عاما الفنان المبدع سامي قفطان الذي يتحلى بطلة جميلة على الشاشة او المسرح. وهو يمتلك غير صفة فنية في شخصيته فهو يكتب ويخرج ويمثل ويلحن ويغني.. وفي جميع المجالات تراه مبدعاً.. فهو لايعرف المستحيل.. يغامر في كل المجالات من اجل تقديم لمحة جديدة من فنه.. ويمتلك اكبر رصيد من الافلام في السينما العراقية بعد ان مثل فيها اكثر من عشرين فيلماً. قلت له:

◙ لماذا نجد نسبة مشاهدة كبيرة للدراما التركية بحيث تطغى حتى على نسبة مشاهدة الاعمال العربية والعراقية؟
☉ العاملون واصحاب القرار في الدراما التركية يتمتعون بذكاء جيد لانهم درسوا الواقع العام لاسيما في المنطقة العربية فوجدوا ان الطغيان الاعلامي الذي كانت تتمتع به مصر من خلال افلامها ومسلسلاتها واغانيها خلقت له منافسة من قبل الدراما السورية وشاهدوا ان اللهجة السورية محببة وصار لها صداقة حميمية من قبل جمهور المنطقة العربية. لذلك قرروا أن ينتجوا اعمالهم التركية ودبلجوها الى السورية لغزو المنطقة العربية التي صارت تفضل اللهجة السورية.

التنويع في الاداء
◙ ماذا يفعل الممثل حتى يتخلص من الشخصية التي يؤديها ولايبقى اسيرا لها؟
☉ هناك فنانون لايستطيعون مغادرة شخصياتهم التي مثلوها قبل سنوات طويلة كما الحال مع الفنان الكبير قاسم الملاك فهو ظل محصورا في شخصية واحدة. وكذلك د. حمودي الحارثي بقى اسيرا لشخصية عبوسي ولم يستطع مغادرتها اما الفنان المتنوع يتنقل بين المخرجين والنصوص ويستطيع ان يقدم صورا كثيرة في الاداء والتعبير الفني.
◙ ما ذكرياتك عن برنامج مسابقات الساعة التاسعة الذي كنت تقدمه سابقاً؟
☉ هذا البرنامج مهم جدا وكان الجمهور ينسحب من الشارع لمشاهدته في التلفزيون وهو اول برنامج يقدم اسئلة وجوائز من قبل ممثل عراقي. وكنت اضيف على الاسئلة نوعاً من الطرافة المحببة للجمهور.

◙ هل بدأت مطربا في حياتك الفنية؟
☉ لا... انا بدأت ممثلا عام 1960 اي مضى عليُ 53 عاما كممثل. وفي فترة الخدمة العسكرية وجدت نفسي قادراً على الغناء فغنيت ولكن عندما وجدت انني غير قادر على المواصلة لان الغناء يتطلب جهدا ودراسة والماماً كبيراً بالنوطة وغيرها لذلك توقفت، لاسيما انني وجدت انه سيعزلني عن التمثيل الذي هو بالاساس رغبتي وهوايتي.

ظاهرة عالمية
◙ كيف تقيم قضية الممثل المخرج؟
☉ الفنان حسن حسني كان ممثلا ومخرجا وكذلك الفنان كارلو هارتيون. وهناك مخرجون تحولوا الى ممثلين. في المسرح خضت تجربة الممثل المخرج وكذلك في التلفزيون بعمل اسمه (الاشرعة) والعملية ليست خطأ لكنها متعبة للممثل لانه سيفكر بكل العمل عندما يكون مخرجا بعكس ما كان الممثل ممثلا فحسب عموما هي ظاهرة موجودة عالميا وعربيا.

◙ تجربتك في الكوميديا ولدت ميتة؟
☉ الكوميديا لم اجربها كثيراً لذا لم انجح ولن انجح فيها.

◙ انخرطت في مسلسلات مليئة بالعنف كما في اعلان حالة حب؟
☉ يجب ان نفرق بين العنف ككلمة وحالة فعل... فمسلسل اعلان حالة حب ليس فيه عنف بل ان هناك مشكلة بين عائلتين ذات معتقدات متضادة والمشكلة لدى الاباء وليس الابناء بسبب ابني وبنت العائلة الاخرى . هذا الصراع شاهدناه في اعمال كثيرة لكن المؤلف جسده بطريقة اخرى.

◙ اعمال شكلت انعطافة في تاريخك الفني؟
☉ لا اسميها محطات بل انغاماً شاركت في لحن جميل. ليس هناك انعطافات يتوقف عندها بل يجب المواصلة.. لكن مثلت خمسة افلام في القطاع الخاص هي افلام سينمائية بحتة وتمثل تجربة مهمة.. وفي عام 1972 قدمت فيلم (الظامئون) مع المخرج محمد شكري جميل ايضا كانت لمحة مضيئة في حياتي الفنية.. وكذلك مع الفنان فيصل الياسري في فيلم النهر وهي فرصة جميلة ورائعة وكذلك مسرحية الثعلب والعنب في المسرح مع سليم الجزائري.

صدق والتزام
◙ سر نجاحك؟
☉ الصدق والابداع والالتزام وحفظ والاصغاء للاخر لاسيما للمخرج في العمل مهما كان ذلك المخرج.

◙ هل صحيح احببت في الوسط الفني اكثر من مرة وتزوجت من خارج الوسط؟
☉ نعم... احببت مرتين ولم تحصل قسمة الزواج فتزوجت من امرأة خارج الوسط الفني والحب ليس عيبا.

◙ هل ندمت على عدم حصولك على شهادة اكاديمية؟
☉ نعم.. واحاسب نفسي كثيرا على ذلك.. علما انني اتقاضى تقاعدا قدره (400) الف دينار.

◙ التخصص هل هو مطلوب للفنان؟
☉اذا استطيع ان افعل شيئا اخر غير التمثيل فلم لا.. اذا استطعت ان اغني فسأغني واذا مثلت سأمثل وكذلك الاخراج والكتابة.. انا ضد التخصص.

◙ السينما العراقية كيف تنظر لها؟
☉ حصتي فيها بحدود 23 فيلما.. والواقع الحالي لايوفر للسينما فرصة التألق والابداع والمواصلة لان بلدنا غير مستقر وهذه قضية مهمة جداً. كذلك الحال مع الفنون الاخرى. واليوم مايحصل من دعم للسينما لانتاج اكثر من عشرين فيلما هي محاولة جيدة. لكن اين سنعرضها ذلك يتطلب دورا للعرض السينمائي حتى تشاهدها الناس. وقد اقترحت ان نقدم افلام السينما الى الجمهور في المحافظات والاقضية وفي كل مكان نستطيع ان نصل اليه حتى نزيد من الوعي السينمائي ونخلق سينما جيدة. اذن التواصل والكمية تصنعان نوعية جيدة.

» اشراقة امل تنمو شباب يتحدون الارهاب